۱۳۹۵ مهر ۷, چهارشنبه

حلب شرقي در آتش اسد پوتين وخامنه اي شعله ور ومردم آن بقتل ميرسند وهمه عالم در اين جنايت جنگي شريكنند

حلب شرقي در آتش  اسد پوتين وخامنه اي شعله ور ومردم آن بقتل ميرسند وهمه عالم در اين جنايت جنگي شريكنند



حلب الشرقية تحترق وأهلها يقتلون وكل العالم شركاء في هذه الجريمة

قد يكون من العبث الكتابة أو التعليق على ما يجري في حلب من حرب إبادة تقودها روسيا ومعها نظام الأسد على كل شيء في حلب الشرقية "الأحياء المحاصرة"، هي محرقة، مقتلة شاملة متواصلة تطال المدنيين في المكان دون أي مسوغ عسكري، إذا فرضنا أن ثمة خطة لعمل عسكري يحضر لها، فالغاية كانت ومازالت هي القتل فقط، كغرض بذاته، وإن اجتهد الكثير منا لإيجاد تعريفات ودوافع له، فسمعنا مثلا عن تطهير عرقي ومذهبي، وعن محاولة للضغط على المدنيين في حلب الشرقية ليرحلوا أو لينفضوا عن المقاتلين وسمعنا عن حرب عقائدية مقدسة ضد السنّة، وكثير من هذه التحليلات التي تسقط تباعا بعد متابعة مشاهد القصف وما يخلفه من قتل عشوائي للناس، هنا تنتهي مهمة التفسير والتنظير ويصبح التعريف الأبرز هو القتل لكل من رفض حكم الأسد. ولصورة المرآة التي تحمل طفلها مقتولا بين يديها وترفع رأسها للسماء ماذا يمكن أن يقدم من كلام لا يصلها أصلا، وماذا يقدم لمن يترك عائلته تحت الركام جثثا، ليجتهد في البحث عالقين ينقذهم عل قصفا ما قادما يقتله هو الآخر، وماذا يقال لأب فقد ابنه الشاب ولولد فقد والده؟ لاشيء.
وإن تجاوزنا هذه المشاهد الدامية للقلوب وعدنا للكلام سنجد السؤال الوجودي الصفري النتيجة، يطل برأسه دائما، ما هو المطلوب من هؤلاء؟ كيف يمكن أن يفهم الأطفال وأمهاتهم أن دماءهم هي وقود ثورة على مجرمين وأن العالم يراهم ولا يفعل شيئا، وأن المجرم باقٍ، كيف يمكن إقناعهم بأن دخولهم في كنف الثورة يعني فقط أن يقتلوا وهم الذين قدموا كل ما استطاعوا في سبيلها لكن ثمة من دأب على إدخالهم ومصائرهم في لعبة أمم ومصالح كبرى لا يفهموها ولا يريدونها، أما المجتمع الدولي المنوط به فعل شيء ما يبدو عاجزا، لكن هل يجوز لنا اليوم فعلا أن نقول بأن العالم عاجز؟ جازما أقول بأن هذه الصفة هي الأكثر تفضيلا لهذا العالم والأكثر كذبا في آن، لأن المجتمع الدولي قطعا ليس عاجزا ولم يكن ولن يكون، وهو قادر لو شاء وهو فعال إن أراد، لكن ببساطة لا أحد يريد أن يوقف الأسد وروسيا لا الولايات المتحدة ولا أوروبا ولاغيرهم هم مستمرون، متابعون للحال يقدمون الكلام متى تشاء الضحية وكيفما تشاء، وإن كان من المؤذي حقا أن يتحول حتى هذا الكم من الكلام إلى مادة لتبرير قتل الناس بهذا الشكل المروع، فالمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا كان يقلقه في جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بما يجري في حلب، يقلقه أن ترمى "الأسطوانات" كما سماها من أحياء حلب الشرقية على الجزء المقابل من المدينة، بينما لم ينتبه إلى أنواع الصواريخ والقذائف التي يقصف بها الناس ولم ينتبه إلى أكثر من 300 شهيد في يومين، ليأتي بهذا الخطاب البائس، والأكثر إيذاء هو الاستماع لكلمات مندوبي الدول الدائمة العضوية وهم يجترون بعض عبارات المواساة التافهة، ولا يُفهم منها إلا رجاء مذل لروسيا بأن تحاول ما تستطيع للجم الأسد والعودة للهدنة الهشة الرخيصة، بينما كانت روسيا أكثر وضوحا عندما قال مندوبها إن السلام بات شبه مستحيل.
 


حلب هي بيضة قبان، ومصيرها مفصل حقيقي في عمر الثورة السورية وسوريا ذاتها، وهذه حقائق، وهذا ما يدفع الجميع لمحاولة السيطرة عليها، وهذا ما يدخلها دائما في الحسابات الإقليمة والدولية ومن يرتبط بهذه الحسابات، لكن لماذا لم يدرك القوم بعد أن موافقتهم على إدخال هذه المدينة في حسابات الدول هي محرقة لأهلها، لماذا كان عليهم أن يثقوا بأن هذه الحسابات ستأتي بنصر مؤزر، ألم يكن على الدوام الدرس قاسيا ومكررا بشكل مفضوح، ألم نكن سذجا إذاً بانتظارنا لحسابات الدول ونحن نسلم لها مفاتيح مدننا وننتظر القصف، وننتظر رؤية السيد باراك أوباما والجميع بات على قناعة تامة بأن إدارته الراحلة لن تقدم شيئا لمن يقتل في حلب أو غيرها كما أنه وفريقه لا يسعى حقا لإسقاط الأسد أو مجاراة روسيا وإيران بالدعم وعليه فإن كان موقف قاطرة الدول بهذا الشكل فلا شيء يرتجى من المقطورين.


حلب الشرقية تحترق وأهلها يقتلون وكل العالم شركاء في هذه الجريمة ولذلك لابد من أن تسقط كل المساعي لإيجاد سبل تعيد المفاوضات مع نظام الأسد، لابد من تحويل الجهود إلى إشعال الحرب ولتكن حربا شاملة يحترق فيها الجميع وقتها سيسرع العالم لإيقافها، أما ما نشهده ومن سيل من التصريحات عن أن لا حلول إلا سياسية لا تبدو واقعية إطلاقا لا بل يرفضها نظام الأسد ولا يقبل بها، ويبدو مع هذا كله من العبث أو العدمية الاستمرار في التعويل على السياسة أو على أي من الدول "الصديقة"، يبدو وكأنه طلب من أهالي حلب أن يستسلموا على أمل أن ينالوا الحق في التفاوض على حياة من يتبقى منهم، هذا إن غير باراك أوباما وفلاديمير بوتين والأسد رأيهم وأصبح الحل السياسي مجديا برأيهم، فالأول يراها حربا مذهيبا طائفية لاتنتهي إلا بأن ينال كل طرف حقه (ما عدا العرب السنة) والثاني يجد فيها مخرجا ليعيد فرض روسيا على العالم كقوة عظمى، أما الأسد فلا يرى استمرار حكمه إلا من خلال القتل، أما لمن يسأل عن البدائل فلماذ لا يحول كل مخلص للقضية جهده من السياسية إلى البحث عن سلاح ولو في السوق السوداء ليمد به المقاتلين سعيا لإشعال الحرب.
 

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر